رئيس التحرير : مشعل العريفي

نادين البدير تكشف عن اللقب " المثير" الذي أطلقه عليها المتطرفين وحاز على إعجابها قبل 10 سنوات

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد : قالت الكاتبة نادين البدير، إنها كتبت مقالا قبل عشر سنوات في مثل هذا الشهر (ديسمبر ٢٠٠٩ تحول إلى متلازمة حياتها، مضيفة: بل التصق بي حتى اتحد اسمي مع عنوانه.. صار لقبي الذي أطلقه علي أغلب المتطرفين (نادين أم أربعة).
وأضافت الكاتبة في مقالها بـ "عكاظ"، بعنوان "ويل للمصلين.. ": وقت نشره توقعت أن الجدل حوله سينتهي بعد مضي فترة قصيرة، كأي مقال يحدث ضجة ولو عارمة ثم تبطئ حدتها تدريجياً حتى تختفي خلال عدة شهور لتعود الحياة في مزاج الكاتب إلى طبيعتها.
المقال لازال حيًا
وتابع: لكن مضت الأسابيع والشهور، ثم مرت سنة واثنتان وعشر وما زال المقال يحيا في يومياتي كأني نشرته البارحة، ذكرني بالكتابة عنه أمر حدث معي منذ عدة أيام، أشخاص من عقليات محلية وعربية تعيش قبل التاريخ، لا تريد استيعاب الكتابة الساخرة أو المجاز اللغوي".
وواصلت "البدير": وكمن يكتفي بآية (ويل للمصلين) اجتزأوا من مقدمة إحدى حلقات برنامجي مثلما اجتزأوا من مقال (أنا وأزواجي الأربعة) مثلما مهمتهم الوحيدة في الحياة العربية هي الاجتزاء من النص أو انتزاع مشهد من فيلم أو صفحة من رواية ثم بناء قضية تضيع وقت الكاتب أو المخرج في السخافات.
التيارات المتطرفة
وأوضحت أن عملية الاجتزاء أمر اشتهرت به وبرعت التيارات الإسلامية المتطرفة في مصر والعالم العربي عموما مع أدباء وصحافيين ومخرجين وفنانين، أما نحن فتفوقنا على الجميع ببراعة القص، ساعدنا بذلك وجود مواقع التواصل وقطيع يهرول خلف أي بوق يسمعه.
وأضاف: وقصة اللغط الأخير أن غضبي الإنساني دفعني للتعليق على ممارسات عنف تتم على مستوى عربي باسم الشرف والرجولة، احسبوا معي العنف الذي تعانيه كثير من العربيات: تمييز فادح بين الجنسين. تحرشات بذيئة في الشوارع العامة تصل للمس والاعتداء. جرائم شرف. ضرب مبرح. حرق. تشويه. سفاح. تزويج دون العمر القانوني. زواج بالإكراه. إرغام النساء على التنازل عن الإرث في عدة مناطق. وختان تتعرض له طفلات فيشوه أجسادهن وحياتهن".
انتهاكات ضد المرأة
وتابعت الكاتبة: زد على ذلك جرائم الدواعش. اغتصاب. أسيرات حرب. سبايا وتجارة نساء. زد عليه جرائم وسائل التواصل ومحاولات بائسة فاشلة لتلويث سمعة السيدات باسم الشرف والتقاليد!، متسائلة : من لقنهم أن المفردات القذرة هي أبرز معالم الرجولة؟
واستطردت: يشتم السيدة وينتهك كرامة أسرتها لمجرد إبداء رأيها، فالحكم الاجتماعي والعرفي عند البعض يصادر حرياتها وصولا لحق التعبير، مهما بلغت حقوقها القانونية والسياسية التي منحتها إياها أي دولة، متسائلة: فهل تكفي الجرائم السابقة لأصف مرتكبيها الوصف الذي يستحقونه؟
وقالت "البدير": كل الأمر أني حللت ساخرة ذهنية المعنف العربي وأرجعتها إلى شعور نقص يعانيه من هزائم تاريخية مرت به..
التواريخ المؤسفة
وأضافت: واحسبوا معي: كم معركة خسرها على الأرض العربية؟ احسبوا التواريخ المؤسفة.. كم حربا أهلية اشتعلت؟ وكم ثورة عسكرية قامت في القرن العشرين ضد الاستعمار ثم ضد الأنظمة المستقرة لتكون النتيجة إعلان أنظمة بطشت بالبشر بلا رحمة وأقامت معسكرات موت لأبناء الأرض؟، كم ثورة عربية اندلعت في العام ٢٠١١ لتكون نتيجتها الخراب؟ والضحية التقليدية لفظاعات القتال هي المرأة والطفل. يثور الرجل فتغتصب المرأة ويقتل الطفل وتدمر مدرسته.
وواصلت الكاتبة: كم تيارا دينيا ظهر وانتكس متسببا لأتباعه بالهلاك. اكتشفوا أن الهيمنة السياسية وقلب الأنظمة الحاكمة هي غايته الوحيدة وليس مجد الخلافة كما أوهمهم وهو يخلق منهم قتلة ومفجرين، ألم يحدث ذلك على الأرض العربية؟، ثم تتفجر معاني العفة فيطلق المهزوم الرصاص على أخته التي أحبت ابن الجيران.
سحق المرأة
وأوضحت أن المهزوم يريد سحق المرأة التي أمامه، غليله يشفيه قتلها، وكأن حفاظه على عذريتها بمثابة تعويض عن أرضه وكرامته التي فقدها، هكذا، أصبحت الأنثى تحمل شرف مجتمعات بأكملها!
وتساءلت: فمن يحمل شرف المرأة؟ وهل يحافظ الرجل على عفته دفاعا عن سمعتها في مجتمع يعتقد بعض المنحرفين فيه أن لقب (نسونجي) ميزة للرجل وتكفي المرأة علاقة حب بريئة واحدة لتستحق القتل بلا شفقة، متابعة: أين الرجولة يا من تنهالون بلا رجولة على امرأة؟
شرف جسد آخر
وأضافت: لم لا تتعلمون منا نحن النساء. لسنا بحاجة إلى شرف جسد آخر ليكمل طهارتنا وسمعتنا فإن لم يفعل قتلناه.. إن اعتبرتم تعليقي قاسياً فليس أقسى من العنف الدائر. وكيف أصف بعذوبة عملية اغتصاب أو توحش دموي.. وأقول إن المجرم هو رجل وإنسان؟
وتابعت: كل مرة أسأل نفسي: في النهاية لمن نكتب؟ وفي الجموع من يساوي بين من تكتب ومن تمارس الدعارة، وهجمات ذئبية يومية هدفها تثبيت السؤال الإرهابي التالي: من منكن تجرؤ على الكتابة؟
واختتمت: الآن، وبعد عشر سنوات على مقالي المتداول والذي أخرجه المتطرفون عن سياقه وحرفوه عن مقصده فكرت بنشر مقال عنوانه (انسوه) لكني حين تابعت دفاعهم عن الرجل المعنف. صرفت النظر. لا تنسوه. دعوه يقض مضاجعكم ليل نهار، واجتزئوا كما شئتم وأكملوا لعناتكم. حقيقة صار يعجبني لقب: نادين أم أربعة.

arrow up